لا تستغني المرأة الصحراوية عن " الضفائر" المرصعة ، فهو تقليد رافقها منذ زمن بعيد ، وتعد من أهم العناصر التي تكون المظهر الخارجي للمرأة الصحراوية ، واستطاعت المرأة الصحراوية تطوير شكل الضفائر لتأخذ عدة أشكال تتناسب والجو العام الذي توجد فيه .
وتختلف زينة المرأة الصحراوية من الضفائر في الأيام العادية ، عن ضفائر الأعراس والحفلات والأعياد ، و للضفائر عدة أسماء من بينها " غافة" ، "الملفوفة" ، "المشنفة" وهي من ضفائر النساء المتقدمات في السن . ومن ضفائر المراهقات و الشابات المقبلات على الزواج تتزين المرأة الصحراوية بضفائر "سالا مانا" ، أو ضفيرة" الباز" أو" ضفيرة التعازيل".
ملاحف الصحراء.. لوحات تشكيلية ترتديها النساء يكتسي موضوع الأزياء التقليدية بالمناطق الجنوبية بالمغرب طابعا خاصا ومتميزا يتجلى عمقه كثيرا في شعبيتها والوظائف الكثيرة التي تؤديها على عدة مستويات وأبعاد, سواء كانت مظهرية جمالية, أو نفسية صحية, أو أخرى مرتبطة بإيقاعات الحياة اليومية.
هذه الأزياء هي عموما رجالية كالدراعة واللثام وسراويل لعرب (أو سراويل كشاط, وهي سراويل فضفاضة تضم أحزمة جلدية طويلة تمتد حتى القدمين), وأخرى نسائية أهمها الملاحف التي تشكل موضوع هذا المقال خصوصا فيما يميزها من أصباغ أشبه بلوحات تجريدية تكثر فيها التبقيعات والتسريحات اللونية المتشاكلة.
في هذا الإطار تغدو الملحفة, كزي نسائي مرئي متميز في الصحراء, مجالا خصبا لتطبيق مجموعة من العناصر التشكيلية والجمالية (أبرزها اللون والوحدات التعبيرية الصباغية المعادلة له) التي تظهر في ضوئها المهارة الفنية التي يتميز بها الصباغون الصحراويون.
وإذا قيل قديما إن جمالية المنتوج الفني (عامة) لا تنحصر بالضرورة في جمالية الموضوع الذي يمثله, بل تتجلى أكثر في صميم مظهره الحسي والمرئي, فلأن الصباغ التقليدي الصحراوي (الذي يحترف صباغة وتلوين الأزياء) يحاول أن يروض عيوننا على التمتع بالمظاهر البصرية الجمالية حيث نراه يضع أمام أنظارنا بعض التكاوين التشكيلية المتجانسة شكلا ولونا التي تسم إنتاجاته الفنية المتعددة وصباغة الملاحف إحداها.
وقبل تناول بعض الخصوصيات التشكيلية التي تبرز من عمق الملحفة بوصفها سندا إبداعيا يتجاوز دوره الوظيفي, نبرز فيما يأتي طبيعة التقنية التي تصبغ بها الملاحف في الصحراء, مع التذكير ببعض أنواعها وعيناتها الأكثر تداولا واستهلاكا.
بين الصَّر.. والباتيك لقد مرت الملحفة بمراحل كثيرة على مستوى أساليب وتقنيات صباغتها (أو على الأصح تلوينها), إلا أن أبرزها تظل, من دون منازع, تقنية الصر التي ترتبط في كثير من النواحي بتقنية تشكيلية هي تقنية (الباتيك) Batik التي تعني تشميع وتجعيد القماش ووضعه داخل الصباغة (بكيفية التغميس) بشكل عفوي, وبعد القيام بفتحه تظهرالألوان متشاكلة ومتجانسة بشكل عفوي.. ولكن للعفوية أيضا ما يبررها وما يؤكد أهميتها التعبيرية والجمالية.
ويعتبر فن الباتيك - الذي يستمد منه الصباغون الصحراويون التقنية التلوينية التي تمثل مصدر عيشهم - من أبرز أشكال الرسم على القماش بالصبغات الملونة والمواد الكيميائية والشمع التي ظلت معظم الشعوب تستعمله كأسلوب تجريدي (عدا بعض التجارب التي برز فيها كتعبير شخوصي, أو تشخيصي وهي قليلة) فهو - أي الباتيك - من الفنون الصباغية التي تمارس بشكل شعبي في آسيا خصوصا في الهند والصين وباكستان وبعض دول إفريقيا الجنوبية حيث يقوم ممارسوه هناك باستخلاص الأصباغ والمساحيق الملونة من بعض النباتات التي تتميز بالمقاومة وطول البقاء بهدف إبراز مواضيعهم وتجسيد شحنات أفكارهم المستمدة غالبا من الثقافة الشعبية والمعتقدات الدينية والميثولوجية.
وتلاوين وأشكال زخرفية