الصناعة و الصناع في القرآن الكريم

الصناعة و الصناع في القرآن الكريم

***

لما كانت الصناعة من أشرف المهن فقد علمها الله سبحانه وتعالى بعض

رسله وأنبيائه الذين أرسلهم هداة للناس وقدوة لهم في حياتهم.

رسول الله نوح عليه السلامنجار

أمر الله سبحانه وتعالى نوح عليه السلام أن يصنع السفينة للنجاة من

الطوفان

الذي يغرق الكافرين فاستجاب نوح عليه السلام لأمر ربه وصنع السفينة من

الخشب يقطعه ألواحا بمقادير مناسبة على شكل الحوت

،
والنجارة تحتاج إلى تناسب المقادير وتناسب المقادير لابد فيه من عمل

الهندسة ولذلك كان منأئمة الهندسة من يعمل نجاراً مثل إبلونيس

و أوقليدوس.

أبو الأنبياء إبراهيم الخليلبناء

أمر الله سبحانه وتعالى إبراهيم الخليل ببناء الكعبة الشريفة بيت الله الحرام

وإقامة أول بيتوضع للناس فاستجاب إبراهيم عليه السلام وسار وابنه

إسماعيل إلى مكان الكعبة فأعد معول الحفر وأدوات البناء وشرعا في البناء

وكان البناء إبراهيم والعامل إسماعيل عليهما السلام ولما وضع الأساس

وارتفع البناء وقصر طول إبراهيم عليه السلام عن تناول أعلى البناء طلب من

ابنه إسماعيل أن يبحث عن حجر يقف عليه ليستطيع إتمام البناء فجاء

إسماعيل عليه السلام بالحجر الأسود وقام عليه إبراهيم عليه السلام حتى أتم

البناء وكانا يدعوان الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منهما عملهما الخالص لله

وحده كما جاء في سورة البقرة آية 127:
قال تعالى: " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك

أنت السميع العليم" صدق الله العظيم.

نبي الله داوود عليه السلام ملك ونبي وصانع

قال تعالى: " وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء " البقرة آية 251 .

وقال تعالى في سورة الأنبياء: " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من
بأسكم"

فقد علم الله سبحانه وتعالى داوود عليه السلام صناعة الدروع الحديدية

لتحفظهم في الحروب من السيوف والسهام والحراب.

وقد اختص الله سبحانه وتعالى داوود عليه السلام بالقدرة على تشكيل الحديد

في صور مختلفة دونالحاجة إلي نار و مطرقة

.
قال تعالى في سورة سبـأ: " وألنا له الحديد أن اعمل سابغات و قدر في

السرد "

و السابغات هي الدروع وقدر في السرد أي تتناسب حلقلتها.

وذكر الحديث الشريف أن داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده فلم

يمنعه الملك ولا النبوة عن العمل.

نبي الله إدريس خياطاً

نبي الله إدريس هو أول من خاط الثياب ولبسها وكانت الثيات من قبل ذلك من

الجلود.

نبي الله لقمان كان خياطاً أيض

ا
وأخبر الله سبحانه وتعالى عن رسله وأنبيائه بأنهم كانوا يتخذون أسباب

المعاش ويطلبون الرزق بالعمل والسعي كالصناعة والتجارة.

قال تعالى في سورة الفرقان: " وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون

الطعام ويمشون في الأسواق " صدق الله العظيم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جعل رزقي تحت ظل رمحي " يعني

من غنائم الغزوات.

وقال صلى الله عليه وسلم: " أطلبوا الرزق في خبايا الأرض " يعني بالحفر

والفرس والبحث عن كنوز الأرض من بترول ومعادن وذهب .. وقد كثر ذلك

في هذا العصر.

فالعمل بالصناعة والحرف شرف الإنسان وكرامته امتاز به الأنبياء والرسل.

ولقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على العمل مهما يكن

في قوله: " لان يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يسال

أحدا أعطاه أو منعه."

وفي حديث آخر : إن الله يحب المؤمن المحترف الضعيف المتعفف ويبغض

السائل الملحف.

وفي الخبر : شر الفتيان المتعطل المتبطل.

فمن اقتدى بهداه وسار على طريقه طريق العمل والنضال وتناول أسباب

العيش عاش غنيا كريما فينفسه وليس هناك من الناس من هو أفضل من

الأنبياء والرسل الذين كانوا يأكلون من عمل يدهم و صناعتهم.

ورأينا من الصحابة من كان يعمل بالتجارة ويجني الربح الوفير.

وكان لما له الأثر الكبير في نصرة المسلمين من هؤلاء الصحابة أبو بكر

الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان.

ولنعلم أن الله سبحانه وتعالى يحب الصانع والعامل المتقن لصناعته

والمحسن لعمله .

قال صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"

وقال تعالى "فتبارك الله أحسن الخالقين" أيأتقن الصانعين

وقال تعالى: "صنع الله الذي أتقن كل شيء"

ودعا النبي صلى الله عليه وسلم لمن أتقن عمله حيث

قال: "رحم الله من عمل عملاً فأتقنه".

منقول للفائدة

Admin عدد الرسائل : 8186 تاريخ التسجيل : 04/11/2008

تسلم الأيادي اجمل ورده الورود موضوع رائع مثل صاحبته

للأمام دائمآ ورجاء مراعاة تعديل الروابط داخل المواضيع و أستبداله برابط المنتدي

واحلي تقييم مع تمنياتي بالتوفيق الدائم

تسلم الأيادي اجمل ورده الورود موضوع رائع مثل صاحبته

للأمام دائمآ ورجاء مراعاة تعديل الروابط داخل المواضيع و أستبداله برابط المنتدي

واحلي تقييم مع تمنياتي بالتوفيق الدائم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكرا لك اخي على التقييم

نورت صفحتي بوجودك

دكت في رعاية الرحمان