البحث عن السعوديين المفقودين في البحر الأحمر.. مفقودو الرحلة المشؤومة..من هم وماذا كانت أحلامهم؟!

[color=darkblue] البحث عن السعوديين المفقودين في البحر الأحمر.. مفقودو الرحلة المشؤومة..من هم وماذا كانت أحلامهم؟! 153641qm1

على الرغم من أنهم اعتادوا على الإبحار في مركب واحد، ولأكثر من خمسين مرة، فإن الأصدقاء الستة، أبحروا هذه المرة، ولكنهم لم يعودوا!
مأساة إنسانية يعيشها أهالي هؤلاء المفقودين، وجهود كبيرة تبذلها كل الجهات المعنية للعثور عليهم، «سيدتي» انتقلت بدورها إلى مكان الحدث، وشاركت في عمليات البحث، والتقت أهالي وأصدقاء المفقودين المرابطين على شاطئ مجيرمة في خيام شيدها لهم حرس الحدود.
.
المجيرمة: جمال عبد الخالق ـ جدة: نسرين نجم الدين ـ تصوير: غازي مهدي

أحمد وشادي سرحان، وأحمد باسعد، وتركي الأحمدي، وعبد المجيد الجهني، خمسة شباب سعوديين، كانوا كغيرهم من الشباب يحلمون بمستقبل مشرق، ويتطلعون للحياة بعين راضية، عشقوا البحر والصيد والغوص، فكان ملتقاهم الأسبوعي، لم تشغلهم وظائفهم أو دراساتهم عن الإبحار وممارسة هواياتهم، وكان مركب «الشورة»، الذي يمتلكه صديقهم اليمني، خالد باربود، وسيلتهم المفضلة لممارسة هواياتهم، والابتعاد عن صخب مدينة جدة، أكثر من خمسين رحلة أبحر فيها هؤلاء الشباب مع خالد باربود عبر قاربه، الذي كانوا يثقون في كفاءته وصلاحيته للإبحار، لم يخذلهم «الشورة» إلا مرة واحدة، عندما تعطلت محركاته، ولأن مالكه لديه الخبرة، تمكن من إصلاحه والعودة إلى بر الأمان، ومن شاطئ مجيرمة، حيثُ يرسو «الشورة»، كانوا يبحرون ليمارسوا هواياتهم، ولكن رحلة الخميس الأول من يناير 2009م، لم تكن رحلة عادية كغيرها من الرحلات، توجه الشباب كعادتهم يحدوهم الأمل في صيد ثمين، ونزهة ممتعة، على أن يعودوا في اليوم التالي، ولكنهم لم يعودوا حتى لحظة زيارة «سيدتي» للموقع.
لقد اختفوا في غياهب البحر وبين أمواجه المتلاطمة، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي يبذلها حرس الحدود، بالتنسيق مع الدفاع المدني، ووزارة الدفاع، بل والجهات ذات الاختصاص في مصر والسودان، منذ لحظة تأخر القارب عن عودته المقررة، فإن تلك الجهود لم تتمكن سوى من العثور على المركب فارغًا من الشباب الستة، والبحر الأحمر مليء بأسماك القرش.

مركز إدارة الكوارث
قبل أن ننطلق من جدة إلى قرية مجيرمة، توجهنا إلى مركز إدارة الكوارث بالبحر الأحمر وخليج العقبة، التابع لحرس الحدود، حيثُ استقبلنا رئيس المركز، المقدم بحري ناجي منصور الجهني، وأطلعنا على الجهود التي تبذل وفق أحدث التقنيات في عمليات البحث والإنقاذ، التي تدار وفقًا لأحدث النظم العالمية التي أقرتها المنظمة الدولية للبحث والإنقاذ، وبيَّن لنا بالخرائط والوسائط الجهود التي تقوم بها فرق البحث والإنقاذ للعثور على الشباب المفقودين، لننتقل بعدها إلى شاطئ مجيرمة، الذي أبحر منه القارب «الشورة»، عند وصولنا طالعنا الخيام التي شيدها حرس الحدود لأهالي المفقودين وأصدقائهم الذين حضروا للموقع، ولم يغادروه منذ أن تغيب أبناؤهم وأصدقاؤهم، استقبلنا العقيد بحري، حمد معيض الجعيد، لنقف معه على جهود البحث عن المفقودين، ولنشارك أيضًا فرق حرس الحدود، ومن على متن الحوامة «ديسان» في عمليات البحث عن المفقودين.

أهالي المفقودين
لم يتمكن، منصور الجهني، وهو يتحدث معنا عن شقيقه المفقود، عبد المجيد، من السيطرة على دموعه، وبعد صمت دام دقائق، قال: شقيقي كان ينتظر عرسه خلال الأشهر القادمة، كان من المفروض أن يتزوج قبل أشهر، لكنه رفض أن يتزوج مع أخي في يوم واحد، وقال ليتزوج أخي أولاً، لكي نفرح، ثم أقيموا لي عرسًا في ليلة أخرى، ويضيف: كان مثالاً للشاب الطموح، تخرج في الثانوية قبل أربع سنوات، وعمل في القطاع الخاص، لكن طموحاته كانت كبيرة، وكان دائمًا يفكر في أن يفتتح مشروعًا خاصًا به، وكنت سأذهب معه في هذه الرحلة، لكنه قال لي: في المرة القادمة ستكون معنا، كم كنت أتمنى أن أكون مع شقيقي عبد المجيد. والدتي تعيش حالة صعبة جدًا، وتنتظر عودته وتتصل بي كل ساعة، لتسألني: هل عاد شقيقك؟! لن أغادر هذا المكان حتى لو توقفت عمليات البحث، وسوف أجلس هنا ولن أغادر إلا مع شقيقي عبد المجيد.

صعوبة الموقف
حالة نفسية سيئة يعيشها أهالي المفقودين، تلك الحالة لم تمكننا من الحديث مع باقي الأهالي الموجودين في مكان الحدث، وفي مكان ليس بعيدًا عنا، وقف شاب يغالب دموعه، فتوجهنا إليه، وسألناه: هل أنت قريب أم صديق؟ فقال: أنا صديق ورفيق الشباب الستة، إنه الشاب «ريان عصام»، الذي قال لنا: هذه أول مرة أتخلف فيها عن المجموعة في رحلات الصيد والنزهة، وفاة خالي ليلة الإبحار شغلتني عن الخروج معهم، وقبل موعد الإبحار بساعة اعتذرت، ليتني كنت معهم، هم زملاء دراسة وزملاء عمل، خالد باربود، وشادي وأحمد سرحان زملاء دراسة، لم نفترق منذ طفولتنا، أما تركي الأحمدي، وأحمد باسعد، فهما زميلا عمل، وكنا دائمًا نبحر معًا ونمارس هوايتنا في البحر من غطس وصيد.
ويتابع: تركي الأحمدي غواص، وأحمد باسعد غواص، وخالد باربود غواص، وهذا ما يجعلني في حيرة من أمري، ماذا حدث لهم؟! وأين هم؟! أنا على قناعة تامة أنهم لم يتجاوزوا المكان المصرح لهم كما يقول البعض، لأن خالد لم يحدث وارتكب أي تجاوز في السابق، لقد حدثت لنا مواقف كثيرة في السابق، وكنا نحسن التصرف، ونرتدي سترات النجاة، ونضع خطة للطوارئ، ولم يحدث يومًا أن تصرفنا بعشوائية، وما يفسر تجاوز المنطقة المحددة قد يعود إلى عطل أصاب القارب، وحملته الأمواج إلى مسافة بعيدة، لا أدري ماذا حدث؟! وبرغم أنني أحمد الله أن نجاني من هذا المصير، فإنني في الوقت ذاته أتمنى لو كنت معهم لأنقذهم، أو أشاركهم تلك اللحظات العصيبة التي يمرون بها، ويقول: خالد «متزوج» ولديه ثلاثة أبناء، وزوجته حامل، أما أحمد باسعد فكان ينوي السفر لاستكمال دراسته بالخارج، وأحمد سرحان كان حلمه الحصول على شهادة الجامعة، واستكمال دراسته والحصول على الدكتوراه، أما شقيقه شادي فكان يستعد للسفر الشهر المقبل إلى نيوزيلاندا، حيثُ حصل على بعثة دراسية قبل أسبوع، لقد غابوا وغابت معهم أحلامهم، ولكنني ما زلت أنتظر عودتهم، ولن أغادر هذا المكان إلا بعد عودتهم.

خالد باربود
محمد أبو خميس، صديق خالد باربود، يغالب دموعه ويتحدث عن المفقود، ويقول: صداقتي معه تمتد لأكثر من 13 عامًا، كنا لا نفارق بعضنا بعضًا، خالد أكبر إخوته، وينفق على أسرته مما يعود عليه من أموال من القارب الذي اشتراه من صديق له بمبلغ 20 ألف ريال، خالد متزوج ولديه من الأبناء يامي، ويارا، ويمنى، التي لم تكمل عامها الأول بعد، وزوجته حامل، كان يعمل في شركة خاصة، ودخل عالم الأسهم وتعرض لخسائر فادحة، واشترى القارب واستقر في عمله، وأصبح لديه مصدر دخل ينفق من خلاله على والده ووالدته وأشقائه وزوجته وأبنائه.

19 آلية وطائرة
منذ لحظة تغيب مركب «الشورة» عن موعد عودته المقرر، بدأت فرق البحث والإنقاذ بمركز «مجيرمة» عمليات البحث عن المركب، ويشارك في البحث نحو 19 آلية وطائرة تتبع لحرس الحدود والدفاع المدني والقوات البحرية في منطقة مكة المكرمة، بمشاركة أكثر من 40 غواصًا.
وقال المقدم بحري صالح الشهري، المتحدث الإعلامي بحرس الحدود بمنطقة مكة المكرمة: إن نحو 15 زورقًا بحريًا، وحوامتين، وطائرة من الدفاع المدني، والقوات البحرية، ونحو 40 غواصًا من حرس الحدود، يقومون بعملية البحث بجميع الوسائط، حيثُ تم تغطية أكثر من 14 ألف ميل بحري، مبينًا أنه تم العثور على القارب في منطقة بعيدة جدًا وهو مقلوب، مرجعًا سبب انقلابه إلى الرياح وارتفاع أمواج البحر بعد منتصف ليل الخميس.
وأوضح الشهري أن مركز حرس الحدود قام عند الساعة الرابعة من عصر مساء يوم الجمعة -وهو الوقت الذي تنتهي فيه الفترة المحددة لعودة القارب- ببعث برقية إلى وحدة مركز عمليات البحث والإنقاذ، وعلى الفور تم توجيه الوسائط البحرية من أقرب مركز للموقع في الليث، وانضمت إليها بعد 90 دقيقة فرق وقوارب بحث من جدة، وقال إن عمليات البحث تتم وفق أساليب البحث العلمية التي أقرتها المنظمة الدولية للبحث والإنقاذ، وإن الجهود متواصلة وعلينا ألا نغفل أن البحر الأحمر مليء بأسماك القرش المفترسة.

ما قبل الرحلة المشؤومة..
سماح، الأخت الشقيقة والأقرب لأحمد باسعد، تحدثت إلى «سيدتي» وصوتها كله ثقة وإيمان بعودة أحمد شقيقها، قالت: بالنسبة لأحمد لست أخته فقط، بل صديقته، أنهى دراسته الثانوية في نيوزيلاندا، وكان يخطط أن يكمل البكالوريوس في نيوزيلاندا أيضًا، ولكن والديّ، رفضا سفره للخارج، وطلبا منه إكمال تعليمه في الوطن، هو عاشق للبحر، هذه صفة أحمد، يحب صيد الأسماك ويعشق الغوص، ولكن هذه المرة مختلفة، والمكان أبعد من المعتاد، وبرغم أننا تعودنا الذهاب إلى خليج سلمان مع أبنائنا وأسرتنا، فإن المكان هذه المرة غير مريح، والدته لم تكن مطمئنة، ولم ترض عن رحلته هذه، وفي يوم الأربعاء أخبر والدتي بأنه يريد الذهاب للغوص في تلك المنطقة، فقالت له: «لا تروح الله يرضى عليك.. أنا لست راضية»، وعندما توجه لأبي رد عليه: «يا أحمد البحر مش لنا، ترى البحر غدار»، ولم نكتشف ذهابه إلا عندما افتقدناه في المنزل، وبدأنا نسأل أصحابه عنه، فأخبرونا بأنه ذهب إلى الرحلة المشؤومة.
دموع والدتي لا تجف، ليل نهار تجلس على سجادتها وتبتهل إلى الله بالدعاء، أما بالنسبة لي فالقصة أصبحت كاللغز، للأسف ليست لدينا معلومات كافية عمّا حدث بالضبط، وأكثر ما نحن غاضبون من أجله، أن في يوم الجمعة - يوم التبليغ عن الغرق- تحركت الجهات المسؤولة عن إنقاذهم بعد ثلاث ساعات، أما عند دخول الليل، وبعد صلاة العشاء، فرفضوا استكمال بحثهم، وتوقفوا، وقالوا إنه ليست لديهم إمكانيات وزوارق للبحث في الليل، وصباح السبت بدأت تتحرك الطائرات، ولكن فوات كل تلك الساعات أضاعت فرصة كبيرة لإنقاذهم.

سؤال من الزوجة عبر «سيدتي»
إحدى قريبات خالد باربود، سائق القارب، ذكرت حلمًا حدثتهم عنه زوجة خالد، التي لها منه ثلاثة أطفال، بنتان وولد، وهي حامل في شهرها السابع أيضًا، وقالت إنه في اليوم الأخير قبل الرحلة المشؤومة، استيقظت مفزوعة في ذلك اليوم، وحلمت بزوجها يغرق مع أربعة آخرين، وأنه غاب في البحر، ثم عاد وصعد ومعه الشباب الأربعة.
ووجهت أم عبد المجيد، سؤالاً عبر «سيدتي» إلى المسؤولين، على لسان ابنها ياسر: إذا كانت الأرصاد الجوية أعلنت عن جو غير مناسب للسباحة والصيد، ومنعت التعامل مع البحر ليومين قبل، ويومين بعد، فلماذا أعطت الجهات الأمنية المسؤولة التصريح لأبنائنا بالذهاب للبحر في ذلك اليوم؟!

ربنا يصبر اهاليهم ويطمنهم عليهم ويرجع كل غايب لاهله

أمين يارب بجد حدت أثر فيا كثير نونا

صعبوا عليا بجد الله يصبر اهاليهم يارب

من بنت الدرب لك احلى شكر.[i]

مشكورة كوكى على التوبك

بنت الدرب

حنين

شكرا على مروركم

» سحب 20 مليون متر من شركة تابعة لـ«إبراهيم كامل» في البحر الأحمر
» تخيل هذه الرحلة ؟؟
» الصورة التي يجب على السعوديين و العرب مشاهدتها!!!!
» ليت شعري ماذا اكتب وماذا اقول؟؟؟؟
» محادثة نينا علي الفيس بوك وماذا قالت عن كريم واحمد