|
| بـــــــــــريد الجمعــــــة -- 6 مـــارس 2009 | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Verginia مشرف أداري
عدد الرسائل : 1209 العمر : 42 البلد : Egypt, cairo تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: بـــــــــــريد الجمعــــــة -- 6 مـــارس 2009 الجمعة 6 مارس 2009 - 10:11 | |
| قنــــديل الحيـــــاة
| إلا أمي رسالة الأسبوع الماضي, فجرت الوجع والدموع في قلوب أصدقاء بريد الجمعة.. ألهذا الحد تحجرت القلوب وقست؟.. كاشفة كانت تلك الرسالة فعرت ما حدث في مجتمعنا المتدين, المتعاطف, المتماسك!
حتي الأسرة تفككت وأعلن الأبناء العصيان والتمرد.. أعلنوا العقوق علي من حملتهم وهنا علي وهن, ورسمت علي الشفاه ابتسامة حرمت نفسها منها من أجلهم.
لن أنشر رسائل أخري موجعة لأبناء عقوا آباءهم أو أمهاتهم.. فها هي بين أيديكم حكاية مشرقة لابن بار واعترافات زوجة ابن نادمة علي ما فعلته مع والدة زوجها, ونصيحة من أب وصديق رقيق آلمته دموعه فحولها إلي حروف من حب, كم نحن في حاجة إلي مثله.. إلي حب يدفعنا جميعا, ونحن علي أعتاب عيد الأم, أن نسارع بالاعتذار والندم وتقبيل يد ست الحبايب, قنديل الحياة التي إذا انطفأت, ما عاد ضوء في الحياة يبهجنا, ولا صوت أو طبطبة تمنحنا الأمان والدفء.
|
عدل سابقا من قبل Verginia في الجمعة 13 مارس 2009 - 14:10 عدل 3 مرات | |
| | | Verginia مشرف أداري
عدد الرسائل : 1209 العمر : 42 البلد : Egypt, cairo تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: رد: بـــــــــــريد الجمعــــــة -- 6 مـــارس 2009 الجمعة 6 مارس 2009 - 10:13 | |
| الانتقـــــام العـــــــادل | قرأت رسالة إلا أمي ولي تجربة شخصية أسردها لك, وأرجو أن تنشرها لكي تتعظ كل زوجة ابن فيما أذنبت في حق حماتها, فأنا ياسيدي أتمني لو حماتي موجودة الآن, لكنت ركعت علي قدمي أتوسل إليها أن تسامحني. فأنا ياسيدي كنت زوجة قاسية, زوجي كان يحنو علي وعلي اسرتي, وأنا بالمقابل أعامل أهله أسوأ معاملة, كان عندما يجئ أهله عندنا أخفي عنهم كل شيء, الطعام والشراب وكل خيرات ابنهم دون أن ينطق هو بكلمة, بل كان يكافئني علي ذلك, كان يحضر لي الذهب ويضع أموالا لي في البنك باسمي هذه هي مكافأة معاملتي لأهله..
ولم يعاتبني يوما علي ما أفعله معهم.. وعلي العكس مع أهلي كنت لو طلبوا مني لبن العصفور أعطيه لهم, تعرض زوجي لأزمة مالية فأقدمنا علي بيع منزلنا واقترحت حماتي علي أن نسكن معها, خاصة أن زوجها قد توفي, وهي وحيدة, وأصرت علي ذلك. كانت هذه الحماة تعاني من الضغط والقلب, وتحتاج إلي كل رعاية طبية, تخيل ياسيدي ماذا فعلت بها أسأت إليها, لم ألب لها أي طلب ولم اسمع نداءها عندما كانت تريد أن تأكل أو تشرب. كنت أغلق باب الغرفة حتي لا يسمع ابنها نداءها وطلباتها, ويتركني فكانت تنام جائعة عطشانة, ولم أرحم ضعفها وذلها بل بالعكس كنت اعيش لنفسي فرحة بجمالي وشبابي وصحتي, كل يوم أفتعل معها الخناقات
وأحكي لابنها كل شيء حدث بصورة مغلوطة حتي يقف معي, وفعلا يظهر دائما امه أنها غلطانة لقد اصبح كله آذانا صاغية لي فقط, ولم يسمع لامه أي شيء ورزقني الله بالأولاد وهذا لم يغير في شيئا.
وبعدها ماتت حماتي, وهي غاضبة مني تعرف كيف ماتت؟؟
ماتت بسبب حسرة وألم مني ومن قسوتي وسوء معاملتي, وقسوة معاملة ابنها الوحيد الذي لم يسمع لها مرة واحدة, فهو كان سلبيا يخاف مني فضلني علي أمه, باع آخرته ياسيدي, واشتري دنياه مع زوجته.
هذه الأم ياسيدي ضحت بكل شيء من أجل زواجنا لتسعدنا وردا للجميل عاملناها أسوأ معاملة ممكن أن يتخيلها انسان, تعرف ماذا حدث لي بعد موتها. لقد كنت حاملا في ابني الغالي في الشهر الأخير أصبت بمرض خطير لا أستطيع الشفاء منه, وهو المرض اللعين. كذلك فقدت أمي وأخي وأبي في حادثة بشعة, ولم ينج منها أحد هذا هو عقاب الله لي. تصور ياسيدي كل هذه الاحداث المريرة حدثت بعد موتها بثلاثة أشهر
فأنا أتذكر يوم موتها, وهي بين يدي ابنها يطلب منها السماح, وهي تبكي وتقول يارب يارب وتنظر إلي بحزن عميق, وأنا مازلت علي قسوتي لم اطلب منها المغفرة, ولا السماح وهي علي فراش الموت, هل رأيت أكثر من ذلك من جبروت وقسوة.
بعدها فقد زوجي عمله بسبب قضية اختلاس ليس له ذنب فيها, بعد أن كنا أغنياء اصبحنا فقراء.
ذهبت بركة البيت وأخذت معها كل شيء جميل.
أكتب رسالتي, وأنا منتظرة الموت في أي وقت تاركة زوجي وأبنائي الذين اعرف مصيرهم بعد موتي فما هي إلا أيام معدودة, هذا عقاب الله لي في الدنيا بسبب سوء معاملتي لحماتي الغالية التي هي الآن في دار الحق, أما كل زوجات الابن القاسيات فهن في دار الباطل, أيها الزوجة الظالمة الجاحدة علي حماتك ارحمي حماتك قبل فوات الأوان حتي لا يحل بك كما حل بي! |
| |
| | | Verginia مشرف أداري
عدد الرسائل : 1209 العمر : 42 البلد : Egypt, cairo تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: رد: بـــــــــــريد الجمعــــــة -- 6 مـــارس 2009 الجمعة 6 مارس 2009 - 10:16 | |
| الإبـــن الوحيـــــد | أحزنني كثيرا قراءة رسالة إلا أمي وشجعتني كلماتها علي ذكر الجانب المضيء لقصة أخري, وهي تخصني حتي لا تتحول صفحات بريد الجمعة إلي صفحات مظلمة فقط لا نري فيها سوي السواد, بينما أؤكد لك ولقرائك أن المجتمع مازال بخير, ومازالت مياهه صافية, وإن تعكرت بين لحظة وأخري بقصة مثل تلك القصص المذكورة.
سيدي سأحكي لك قصتي, حيث كنت الولد الوحيد بين اخواتي البنات في أسرة متوسطة, ولم أشعر يوما واحدا أن والدي يفضلني بالرغم من جذور والدي الريفية, بل علي العكس تماما كان دائما يشعرني بأني مسئول من بعده, ولذا كنت دائما الاخ العطوف مع اخواتي, وكنت متفوقا في دراستي والحمد لله حتي تخرجت في كليتي العملية, وحصلت علي وظيفة في إحدي الشركات في مدينة ساحلية, وعملت بها لعدة أشهر, إلي أن جاء ذلك اليوم الذي استيقظت فيه لأجد مديري في العمل يطرق بابي في الفجر, ويأمرني بالرحيل إلي أهلي
فشككت لحظتها بأن مكروها قد حدث لأبي ذلك الرجل الذي أفني حياته لكي يربينا أحسن تربية.
وعندما وصلت إلي بلدتي وجدت أبي في أشد حالات المرض فسألت الطبيب عن حالته فأخبرني بأن أرجعه للبيت لإكمال العلاج, كما كنت أظن وقتها, بينما كان قصد الطبيب هو أن نريحه من عذاب التنقل بين الأطباء والمستشفيات نظرا لحالته المتأخرة, ولكن هيهات أن يهنأ جفني بالنوم, بل قمت بالسفر معه والتنقل به من طبيب إلي آخر, وكنت دائما أري نظرة حب في عينيه, وكأنه يقول لي لقد ربيتك لمثل ذلك اليوم, ثم سأله أحد مرافقينا ماذا ترغب ياحاج؟ فقال نفسي أري ابني متزوجا.
ففكرت لحظتها أن أبحث عن عروسة بأسرع وقت لكي ألبي رغبة أبي حتي لا يرحل عن هذه الدنيا وفي نفسه رغبة يمكنني تحقيقها له, ولكن كان قضاء الله وقدره أسرع ومات أبي, وتركني مسئولا عن أمي وأخواتي من بعده.
ولم تدم أيامي بعد ذلك طويلا فتزوجت الاخوات, ثم أصيبت أمي بالمرض, وأصبحت حالتها الصحية تتدهور يوما بعد يوم, وخضنا نفس الرحلة السابقة بين الأطباء والمستشفيات لعدة سنوات, وفي تلك الفترة كنت قد تقدمت للخطبة أكثر من مرة لمن كنت احسبهن ذوات دين, ولكن كان الرد يأتي بالرفض بدون ذكر سبب مقبول, ففهمت أنهن خفن أن يكن في موضع تمريض مع تلك الأم المريضة فآثرت أن أخدم أمي حتي آخر لحظة في حياتها, وكم كنت أري في نظرات أمي نفس نظرات أبي السابقة, وكنت أسمعها وهي تدعو لي بعد خروجي من غرفتها
وأيقنت يومها أن الله سوف يجازيني خيرا في يوم من الأيام, وفاضت روح أمي الطاهرة أمام عيني في نفس المستشفي الذي كان به أبي وبكيت, وأصابني الحزن كثيرا بعد فراقها وشعرت وقتها, بوحدتي في هذه الحياة بعد فراق احبتي, ثم جاءني كرم الله عز وجل سريعا, حيث رزقت بالزوجة الصالحة ورزقني الله منها بطفلين هما قرة عيني في الحياة, وفتحت أبواب الرزق أمامي, ونجحت في عملي, وبدأت أحقق أحلامي القديمة في استكمال دراستي وتطوير ذاتي.
ورزقني الله الحج والعمرة, وكم كان يؤثر في عندما أري أحد الأبناء وهو يساعد أباه أو أمه في تأدية المناسك أثناء الطواف والسعي.
أرجوك سيدي أن توجه رسالتي هذه إلي الإبن الجاحد لتذكره بفضل الوالدين, وتذكره بأنه كما يدين اليوم سيدان غدا بإذن الله. |
| |
| | | Verginia مشرف أداري
عدد الرسائل : 1209 العمر : 42 البلد : Egypt, cairo تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: رد: بـــــــــــريد الجمعــــــة -- 6 مـــارس 2009 الجمعة 6 مارس 2009 - 10:59 | |
| صاحبة المقام العالي
| فاضت دموعي دون أن أدري, وأنا اقرأ رسالة إلا أمي التي تحكي عن ذلك لإبن الضال الذي اختار أن يجافي أمه التي حملته وهنا علي وهن في بطنها تسعة أشهر, ثم ولدته وأرضعته ورعته حتي صار شابا يافعا قويا.. وسواء كان السبب في ذلك هو إرضاء زوجته التي تناست دورها في توطيد أواصر الحب والوفاء بين زوجها وبين أهله, أو هو إهمال منه في حق أعز وأقرب الناس إلي القلوب!!, ونسي كلاهما أنه لولا تلك الأم ما كانت لهما حياة أصلا.
ولا أكاد أتصور أن هناك علي وجه الأرض من يتعامل مع أمه علي هذا النحو, إلا إذا كان غائبا عن الوعي, وفي غفلة شديدة نسأل الله أن يفيق منها, ويعود إلي رشده, فالأم كلمة صادقة قوية, وعاطفة ربانية تنطق بها جميع الكائنات الحية طلبا للحنان والدفء والحب العظيم الذي فطر الله قلوبهن علي الأبناء, وليست هناك في الحياة امرأة واحدة تهب كل حياتها وحنانها وحبها, دون أن تسأل عن مقابل سوي الأم, وعندما سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قيل: ثم من؟ قال: أمك, قيل ثم من؟ قال أمك. قيل ثم من؟ قال: أبوك( رواه البخاري), وعندما سئل رسولنا الكريم عن الكبائر قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس
وشهادة الزور( رواه البخاري), وأرجو أن يسمح لي محرر البريد بأن أتوجه برسائل مباشرة إلي أطراف تلك المأساة الإنسانية لعلها تساعد في إيقاظ الضمائر النائمة, ووضع النقاط علي الحروف, وإعادة الأمور إلي نصابها الصحيح.
في البداية, لابد من همسة عتاب أتوجه بها إلي رب الأسرة الكبير( كان الله في عونه), فرغم قيامه بدوره الكبير كأب, وكان كل همه أن يسعد أبناءه بتوفير حياة لهم أفضل من تلك التي عاشها أملا في تجنبهم ما يكون قد واجهه من مشكلات حياتية, إلا أنني أعتب عليه افراطه في كرمه, وتدليله لهذا الابن الذي أخد كل شئ خصما من حساب أخوته الذين رضوا بذلك نزولا علي رغبته واحتراما لقراراته الأبوية العليا, فكان رد الجميل من ذلك الابن أن نسي دوره نحو كل أفراد أسرته, وفي مقدمتهم أمه التي كانت تدور في فلكه تحت تأثير حب سماوي زرع في القلب, ونسي كل من الأب والأم أن هناك من الحب والتدليل ما قتل.
ثم أتوجه بنصيحة خالصة إلي الابن الغائب عن الحقيقة وأسأله: كيف هانت عليك أمك وطاوعك قلبك فتعاملها علي هذا النحو من الجفاء, والقسوة؟ ألا تخشي من غضب الله عليك؟ أعلم يا بني أن نجاحك, وحصادك في الحياة الدنيا وحسابك عند لقاء ربك في الدار الآخرة مرهون برضاء أبويك عليك ودعائهما لك, خصوصا الأم التي أوصانا بها الله ورسوله خيرا, وأنا علي ثقة أنك ستعيد حساباتك, وتنتهز فرصة الاحتفال بعيد الأم المقبل, لتكون مناسبة لتقديم واجب اعتذار عما بدر منك نحوها
وشهادة تقدير ووفاء للدور العظيم الذي قامت به من أجلك, فاسرع يا بني إلي أمك الحزينة قبل فوات الأوان, وانحني أمامها أو اركع تحت قدميها طالبا الصفح والمغفرة واسكب دموع ضعفك فوق صدرها, واستجد نظرات الرضا من عينيها.. حينها فقط ستشعر أمام الجميع, وفي مقدمتهم زوجتك باكتمال رجولتك, ويا حبذا لو اصطحبت معك زوجتك لتشاركك هذا الواجب النبيل, خاصة أنها أم لطفلين, ومن المؤكد أنها قد اكتشفت معني الأمومة وقدسيتها, ولعلها تحظي هي الأخري ببعض من دعاء صادق من قلب أم حانية, يخترق السماوات المفتوحة, فيكون زادا لكما ولأولادكما في الدنيا والآخرة
وصدق بتهوفن عندما سئل عن أعذب الألحان التي عرفها أو عزفها طوال حياته فقال إن أرق الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم.
أما أنت أيتها الأم الصابرة علي ابتلاء المولي عز وجل ـ شفاك الله وعافاك ـ جزاء ما قدمت لأبنائك وزوجك- خلال رحلة حياة كلها عطاء ووفاء بلا حدود دون انتظار لأي مقابل سوي إسعاد من حولك, وتعجز كل الكلمات عن التعبير لك عما تستحقينه من آيات الحب, والاحترام, والتقدير.. وما الكلمات التي أنتقيها لترقي إلي مقامك العالي, وما العبارات التي تلامس شفافيتك وصفاء قلبك الطاهر.. وأنا علي ثقة من سعة قلبك وصفحك عن فلذات كبدك حتي وإن ضلت طريقها وأخطأت في حقك- فقد كنت دائما وستظلين بإذن الله لهم نهرا من العطاء لا ينضب
والآن نحن لا نطمع في أكثر من عطفك وكرمك علي من قابلوا إحسانك إليهم بالإساءة واسألي الله لهم الهداية والمغفرة.
أما عن الابنة الصغري كاتبة الرسالة.. ذلك الملاك الطاهر التي هزتها الأحداث الجسام.. ونظرت حولها فلم تجد سوي بريد الجمعة ملاذا لها.. لا شك أن هناك ملايين القراء الذين يشدون علي يدها الآن, ويغبطونها علي شجاعتها, وتماسكها, ووقوفها إلي جانب أمها, وقفة يفتقدها الكثير من الرجال, وأكاد أن أسمع أهازيج الملائكة في السماء وهي تصلي من أجلك وآلاف البشر, وهم يشاركونك الدعاء لأخيك بالهداية, ولوالدتك بالشفاء العاجل, ولكل أسرتك بالحب والاستقرار..
وثقي يا بنيتي بأن الله سيجزيك عما تفعلينه خيرا كثيرا وسينعم عليك بالصحة وراحة البال.. فقد فعلت كل ما في وسعك, وسبحان من وسعت رحمته كل شئ.. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب( صدق الله العظيم).
|
| |
| | | Verginia مشرف أداري
عدد الرسائل : 1209 العمر : 42 البلد : Egypt, cairo تاريخ التسجيل : 08/11/2008
| موضوع: رد: بـــــــــــريد الجمعــــــة -- 6 مـــارس 2009 الجمعة 6 مارس 2009 - 11:01 | |
| المسرحية السخيفة!
| احتجت لاستجماع كل ما أملك من شجاعة حتي لا أمزق هذه الرسالة كما فعلت عدة مرات وسبب تمسكي بشجاعتي النظرة التي رأيتها مرتسمة علي وجه ابنتي الجميلة: ماهذه السيدة المجنونة التي تصرخ بهستيريا علي لاشئ؟
وسأحاول ان أنظم افكاري: أنا سيدة عندي39 عاما متزوجة ولي ولد12 عاما, وفتاة9 سنوات ومتزوجة منذ اكثر من14 عاما وانا احمل شهادة جامعية ادبية ممتازة, واعمل معلمة بإحدي المدارس الخاصة الراقية واظن اني ناجحة في عملي لأني لم ارفد بعد.
فما المشكلة؟ هي ببساطة اني وحيدة ومرهقة, فيوميا مطلوب مني القيام بمسئوليات كثيرة جدا, وهذا في حد ذاته ليس بمشكلة, فالجميع هكذا وعدم وجود من يساعدني شئ عادي جدا في حياتي, فقد اضطرت امي ان تتركني مع أخي في مصر وذهبت هي وأبي للبحث عن لقمة العيش واستطاعا تحقيق اهدافهما ألا وهي تعليمنا جيدا وشراء شقة فاخرة لهما, وهنا توقف مجهودهما في رعايتنا واكتفيا بذلك, وعشنا وحدنا أنا واخي في شقة مع خادمة مراهقة كانت غير قادرة علي تحمل مسئوليات نفسها, فما بالك بطفلين يعيشان من وجهة نظرها في عز ونعيم غير محدود, فأقل ما أقول عنها انها كانت دون المسئولية, وعندما عادت أمي للإقامة معنا في شقتها الفاخرة عاملتني باحترام
وأنا لا أذكر انها أيقظتني يوما أو كوت لي ملابسي, أو سألت ماذا حدث في المدرسة أو إذا كان هناك ما ينقصني؟ فقد كانت روحها هائمة في ماض مؤلم مع ابويها المطلقين واخواتها غير الأشقاء, أو ذكري حب قديم لاتزال تتحسر عليه هي التي قالت لي ذلك فقد اتخذتني صديقة حميمة تخبرني كيف ظلمتها الحياة واسباب كرهها الحياة مع زوجها القاسي الظالم والمفتري والذي بالمناسبة اشبه كما تقول وفوق كل ذلك تحملت الحياة معه وهي بذلك تمن علي بطريقة شبه مباشرة, اما باقي وقتها فكانت تقضيه في التفكير كيف توفر النقود وكيف ستكون الجولة التالية لها مع ابي في حربهما المستمرة حتي الان وهي حرب من الاقوي والأكثر شراسة والأكثر حدة.
وتعلمت الانزواء وبنيت حولي جدارا من الخيال والقصص والأمل والاهتمام وكان هذا العالم الموازي للواقع قويا ومنيعا وحماني عدة مرات, فأنا تعلمت الانحناء وتكبير الدماغ وأنه لاشئ دائم, ولايوجد ما يستحق الخلاف عليه نعم انا مستسلمة فيكفيني القتال الدامي الذي شهدته ونضجت معه.
ما المشكلة؟ المشكلة اني اضطر ان أقرأ الكتب وأتابع البرامج الاجنبية التي تناقش شئون الأسرة, فأنا لا اعرف كيف اربي اولادي؟ لا اعرف كيف اكون أما؟ الشئ الوحيد الذي اتمسك به ان اكون دائما موجودة لأسمعهم واناقشهم وأحبهم بلا قيد او شرط, وعندما اقصر معهم يظن زوجي بأنني مهملة وانانية ولا أهتم بهما كفاية واني لم اتعود علي العطاء, ما هذا؟ وأي عطاء؟ أنا لا أنام لأجلهم وأقسم بالله انهما سبب قيامي من نومي يوميا, وسبب رجوعي للمنزل وسبب تمسكي بشجاعتي لأحاول ان اكون شيئا لم اره في حياتي واسمع عنه فقط عندما تتحدث زميلاتي عنه الأم زوجي الذي احببته وانا حتي غير مدركة تزوجته عن طريق احدي قريباتي ويكبرني بسنتين, طيب القلب, هادئ المعشر متدين متصدق, ويعشق اولاده ولا يبخل عليهم بشئ, اما عن رؤيته لي فهو يحتقر, المرأة بصفة عامة, وهو لا يخفي عدم اعجابه بي مطلقا
, وحريص جدا علي ماله ووقته وعواطفه فيما يخصني, وانا فقط منتظرة الوقت الذي سيكسر فيه الملل الذي يشعر به معي, وربما يتزوج من اخري, وعندها سأتحرر, ولن أعاتبه وأغضب وأنهار, بل سأصر فقط علي ألا يقطع النقود عن أولاده ويدعني اقيم في الشقة المتواضعة التي نقطنها والتي يرفض صيانتها
بما لأنني أقيم فيها اكثر منه والآن لابد ان استمر في تلك المسرحية السخيفة المسماة حياتي فيجب ان اتقن تمثيل اني سعيدة وان ابي وامي افضل, والدين في العالم وزوجي اروع زوج وأهله من نسائم الصيف المنعشة, وأنه لاشئ ينقصني, واني افضل اسلوب حياة وملابس مختلفان, لقد تعبت من الاداء وتعبت من الحياة وانا اعرف أنه لا حل لمشكلتي, ولكني لم اعرف احدا غيرك اثق به وائتمنه علي اسراري وانا اعلم اني اعاني من حالة اكتئاب, ولكني معتادة علي وجود عدم الراحة, والضيق وان أحدا لن ينقذني من نفسي, وعفوا ان كنت اطلت عليك لقد استرحت قليلا الآن, فشكرا لك علي فتح طاقة من الأمل للجميع, وفقك الله وسدد خطاك, واراح قلبك وعقلك وهداك انت واسرتك الي صراطه المستقيم, وجعلكم جميعا سعداء في الدنيا والآخرة. |
| |
| | | | بـــــــــــريد الجمعــــــة -- 6 مـــارس 2009 | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| قنوات أذاعية وتلفزيون مباشرة | |
أضغط brows و اختر صورتك ثم اضغط upload | |
موضوع أعجبني | مشاركة
إضغط لمشاركة الموضوع علي الفيس بوك علي الفيس بوك
ليس لديك ماسنجر ؟ تحادث مع اصدقائك من هنا فقط اختر نوع ايميلك وسجل دخول وتحادث معهم مباشره
|
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
تدفق ال | |
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
|