سيكون مصطلح "عقدة" لائقا بكل ما تعنية الكلمة لعلاقة المنتخب الارجنتيني للشباب لنظيره المصري في بطولات كأس العالم علي مدار العشر سنوات الماضية بالنظر الي نتائج الفريقين معا.
ففي خلال العشر سنوات الماضية اقيمت 5 بطولات لكأس العالم للشباب، شارك المنتخب المصري في 4 منها، ومن هذه البطولات الاربع تقابل الفراعنة مع التانجو الارجنتيني 3 مرات كان الفوز فيها جميعا حليفا للمنتخب القادم من امريكا الجنوبية.
2001 – بداية العقدة
وبدأت العقدة الارجنتينية للمصريين في بطولة عام 2001 والتي استضفتها الارجنتين نفسها، حيث وقع المنتخبان معا في المجموعة الاولي التي ضمت الي جانبهما كل من فنلندا وجامايكا.
وبعد تعادل مخيب للآمال لمصر في الجولة الاولي امام جامايكا في مباراة تسيدها الفراعنة تماما واضاعوا خلالها حفنة من الفرصة الضائعة اضافة الي ركلة جزاء فشل جمال حمزة وقتها في ترجمتها الي هدف، تقابل المنتخب في الجولة الثانية مع المنتخب الارجنتيني الرهيب وقتها.
وكانت صفوف التانجو تضم حينها كل من خافيير سافيولا وماكسي رودريجيز وواندريس اليساندرو وفابريسيو كولوتشيني وهم ابرز لاعبي هذا الجيل.
وعلي الرغم من البداية المفاجئة لمنتخب الشباب الذي صعق المنتخب الارجنتيني في الدقيقة 5 بهدف للمتألق وقتها محمد اليماني، الا ان التانجو رد علي الفراعنة ردا وما اقساه كان مجمله 7 اهداف كاملة علي مدار شوطي اللقاء كان نصيب سافيولا من هاتريك.
وعلي الرغم من هذه الهزيمة الثقيلة للغاية، الا ان منتخب المدير الفني شوقي غريب تمكن وقتها من مواصلة المشوار بنجاح حتي تمكن من احراز الميدالية البرونزية في النهاية محققا ابرز انجاز في تاريخ الكرة المصرية في المسابقات العالمية سواء مستوي الناشئين او الشباب او الكبار.
2003- الارجنتين تعاقب مصر لهروبها من البرازيل
ثاني لقاءات المنتخبين كانت في نسخة عام 2003 بدولة الامارات العربية المتحدة، حيث تواجه الفريقان في دور الـ16 في بطولة كانت الطموحات عالية للغاية للمنتخب المصري فيها.
فالفريق وقتها كان بطل افريقيا عن جدارة بالبطولة التي فاز بها في بوركينا فاسو كما كان يضم حينها مجموعة من اللاعبين الاكفاء للغاية مثل عماد متعب وحسني عبدربه واحمد فتحي والراحل محمد عبدالوهاب واحمد سمير فرج والحارس شريف اكرامي وكان يقودهم المعلم حسن شحاتة حينها كما ان البطولة كانت مقامة في دولة عربية دائما ما تشهد مساندة غير عادية لاي فريق مصري يلعب فيها.
وبالفعل قدم المنتخب المصري اداء مميزا في مجموعته بالدور الاول حيث تعادل اولا مع كولومبيا قبل ان يهزم انجلترا ويتأكد صعوده لدور الـ16 ولكن يتبقى فقط تحديد مركز تأهله بناء علي نتيجته في المباراة الاخيرة امام اليابان.
وارتكب مسؤولو المنتخب وقتها اكبر خطأ عندما وضح عدم لعبهم علي الفوز علي اليابان من اجل الابتعاد عن المنتخب البرازيلي الذي سيكون في مواجهتهم وليخسر الفريق مباراة اليابان حينها ويقع في مواجهة المنتخب الارجنتيني.
وربما لم يكن التانجو في هذه البطولة بقوة بطولة 2001 ولكنه ايضا كان يملك لاعبين اكفاء ابرزهم كارلوس تيفيز وخافيير ماسكيرانو وفرناندو كافيناجي.
وقدم المنتخب المصري في اللقاء اداء عاليا للغاية، فعلي الرغم من تأخره بهدف لكافيناجي الا ان مهاجمه رضا متولي تمكن من معادلة النتيجة قبل نهاية الشوط.
ولكن المنتخب الارجنتيني تمكن من حسم اللقاء تماما لصالحه في شوط المباراة الاضافي الثاني بهدف اخر لكافيناجي مكنه من قيادة بلاده لدور الثمانية.
2005- مواجهة من طرف واحد
المواجهة الثالثة بين المنتخبين كانت في 2005 في نسخة البطولة التي اقيمت في هولندا، حيث وقع المنتخبان معا في المجموعة الرابعة بجانب كل من امريكا والمانيا.
ويعتبر اداء المنتخب المصري في هذه البطولة هو الاسوأ له في التاريخ علي مستوي جميع النسخ، حيث تلقي الفريق 3 هزائم منكرة متتالية، كما انه لم يحرز اي هدف في البطولة في حين تلقت شباكه 5 اهداف في المباريات الثلاث.
وجاءت هذه الهزائم علي الرغم من وجود اكثر من لاعب بارز في المنتخب حينها علي رأسهم محمود عبدالرازق "شيكابالا" وعبدالله السعيد وحسام عاشور واحمد سمير فرج.
فبعد هزيمة في الجولة الاولى امام المانيا بهدفين نظيفين، تلقت مصر هزيمة مماثلة امام الارجنتين بنفس النتيجة في الجولة الثانية.
وكان المنتخب الارجنتيني وقتها هو اقوي منتخب في البطولة ولما لا ويكفي ان تضم قائمته حينها كل من ليونيل ميسي وسيرجيو اجويرو وفرناندو جاجو والذين تمكنوا من قيادة فريقهم لإحراز البطولة فيما بعد.
وجاءت مباراة مصر والارجنتين من جانب طرف واحد هو منتخب التانجو الذي تسيد المباراة من بدايتها وحتي نهايتها ولكنه اكتفي بإحراز هدفين فقط عن طريق كل من ميسي وبابلو زاباليتا.
2011- هل يفك منتخب الشباب العقدة الأرجنتينية؟
وستكون مواجهة دور الـ16 لنسخة بطولة 2011 المقامة حاليا في كولومبيا هي الرابعة بين الفريقين خلال 10 سنوات، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة " هل يفك منتخب الشباب العقدة الأرجنتينية التي لازمته خلال النسخ الماضية"؟
المؤشرات قد تبدو ايجابية واهمها ان الفريق لم ينظر لأي حسابات في التأهل حتي بعدما تأكد ترشحه قبل مباراته الاخيرة في المجموعة امام النمسا، حيث وجدنا الفريق يلتهم نظيره الاوروبي بأربعة اهداف كاملة ليحتل المركز الثاني خلف البرازيل بفارق الاهداف فقط.
كما ان الفريق حقق اكبر عدد من النقاط في تاريخ مشاركاته في دور المجموعات بالبطولة حيث حصد 7 نقاط من الفوز في لقاءين علي بنما والنمسا والتعادل مع البرازيل.
كما ان محمد ابراهيم نجم الفريق الاول يحتل المركز الثاني في صدارة هدافي البطولة برصيد 3 اهداف خلف المهاجم الاسباني ألفارو فازكويز الذي احرز 4 اهداف.
الاجابة علي هذا السؤال سنعرفها بالتأكيد بداية من الساعات الاولي ليوم الاربعاء عندما تنطلق المباراة في تمام الساعة الثانية عشر صباحا بتوقيت القاهرة.