حس الفكاهه البريئه سمة كلماته .. بعيد النظره ..
مفعم بالحياة .... كان هو (ساجعل اسمه مجهول
كانت أمه تلح عليه بالزواج ...
لو طلب من المستحيل أن ترفضه أي عاقله ...
لكنه كان يماطل أمه و يتغنى بشبابه ووسامته بكل غرور ...
كان يقول ..
أماه ... لم أجدها بعد ... لا أريد أي امرأه ...
أنا .. أريد نداً لي في وسامتي و دهائي ..
أريد نداً ... لكني لم أجدها بعد .....
خرج يتنزه على ضفاف النهر كعادته ...
وبينما هو يمشي اذا بفتاةٍ في الرابعه
أو الخامسه متكئةً على أحد الكراسي ..
وكانت مستغرقةً في البكاء ....
أقترب منها .. أبعد يدها عن عيناها بكل رفق ..
بجد حنين قوي
وسألها ...
كيف يمكن للجمال أن يبكي ؟؟ .. هل أنت تائهة يا جميله ؟
أبعدت يده وعادت للبكاء دون الرد عليه ...
..... يا جميله .. حسنا سأعطيك بعض الحلوى ...
ما رأيك ؟
تبسمت تلقائياً ... و عيناها تبرق بالدموع ....
أسمي حُسًن(اسم بت بشدة الجمال يعني ذات الحسن والجمال
... أضعت الطريق ... وخائفةٌ من تأنيب أختي لو وجدتني
... فجلست
أبكي هنا ......
قاطعها قائلاً ... من يجرؤ على تأنيب أجمل طفله في هذا الحي ؟! ....
ضحكت وقالت ..
أرجوك تعال معي وأبحث عن أختي ..
وامنعها من تأنيبي ... و أعطني الحلوى التي وعدت !
تبسم وهز رأسه موافقاً .... وأعطاها الحلوى ...
راح يمشي ممسكاً بيدها في مهمة البحث عن الاخت المؤُنِبه .....
مشيا طويلاً ....
أنا مرهقه .. ألا نقف قليلاً؟ ..
سألت حُسُن والاعياء ظاهرٌ أنهك محياها ...
جاوبها قائلاً .. ليس لدينا وقت .. يكاد الظلام يداهمنا ...
ما رأيك أن أحملك على كتفي؟
ببراءةٍ مفرطه وافقت والفرح يشع من وجهها ....
حملها وأكمل المشي ...و هي تسأله ...
هل لديك أخوه أو أخوات ؟ ... جاوبها
انا وحيد أهلي ... لكن لا أمانع بأخت صغيره أن كانت بعذوبتك ...
ما رأيك أن تكوني أختي ؟
ضحكت وقالت موافقه .. بشرط .. أن تعد بعدم تأنيبي!!
ضحك هو الاخر ووافق على شرطها .....
أكملا الحديث المرح إلى أن نامت حُسُن على كتفه ...
مشى ومشى إلى أن شد انتباهه منظر امرأة في مقتبل العمر ...
تجوب المنتزه تسأل الناس .. بدت مهمومه و مضطربة
انطلق اليها هذا الشاب
هل تبحثين عن حُسُن ؟ .. سألها متبسماً ...
شردت الكلمات عن لسانها و كانت في حالة من العجب
و الارتياح لعثورها على أختها ...
نن .. نعم .. هي أختي ... ولي أكثر من الساعتين أجوب المكان بحثاً
عنها .... هل سببت لك الأذى أو أزعجتك ؟ ...
أزعجتني ؟! أكاد أخطفها و اجعلها أختي اللتي لم تلدها أمي ..
جميلةٌ أختك .. مرحه و بريئه ...
تبسمت وقالت ...
كيف عرفت أني أختها من بين جميع النسوه ؟ ..
. أجابها بمكر ..
لم أجد أمرأه بجمال حُسُن ... الا أنتِ ..
أجابت بخجل ... شكراً لك،
أعطاها الطفله وقال ...
قطعت وعداً لأختك بأن لا تأنبيها ....
هل تفين بوعدي لها ؟ ...
ضحكت وقالت .. نجت هذه المره ...
هم الإثنين بالرحيل .. لكن قبل ذلك .. سألها
هل يا ترى ... وجدو لك إسماً يليق بجمالك ؟ ..
أم تركوك بلا اسم .. و كان الجمال يتسمى بك ؟ ..
أحمرت وجنتاها
خجلاً من اطرائه المفاجيء .. وجاوبت ..
أنا ... أسماء ..
... ظلموك يا أسماء ... فليس بجمال أعينك ....
أما أنا فأسمي ... ناديني ... شكراً على هذه المحادثه القصيره ...
لا تأنبي حُسُن! و عمتي مساءً ..
ذهب في طريقه الى البيت كأن شيئاً لم يحصل ...
أو خيل له كذلك ....
مرت الأيام ... وكان قد غير مقياس الجمال
فكانت أسماء هي الأجمل ...
بعينيها البرآقتين .. الواسعتين
وشعرها المنسدل على أكتافها كالحرير ...
و صوتها الانوثي الرقيق ..
و أدبهاا في الكلام والبعد عن التكلف ....
أصبحت لا تفارق خياله ... صورتها معلقه في عينيه ..
يحاول عبثاً النسيان ...
مغرور أنت يا .... مغرور لكنك أُصبت ومصاب الهوى
مع مرور الأيام .. أصبحت أسماء .. شغله الشاغل ...
أصبح شارد الذهن .. مشتت التفكير ...
لا يعرف ماهو فيه وما يمر به ...
ليس حباً ... أكاد لا أعرفها على الاطلاق .... !
هو إعجابٌ اذاً!
يمنعه الغرور من الاعتراف بغير ذلك .....
طفح الكيل .... أراد رؤيتها مرةً أخرى ... لكن كيف يراها ؟
.. هو لا يعرف الا اسمها ... يفكر و يفكر بلا جدوى .....
راح يسترجع كلام حُسُن وأسماء .. تذكر أن حُسُن
ذكرت أنها تأتي مع أختها الى المنتزه بشكل مستمر ..
من يومها أصبح مرابطاً في المنتزه يبحث عن أسماء .....
يومان, ثلاثه ... أحس بالملل و الغباء ...
لكنه لم يزل يحضر بأستمرار ... لعله يلقاها
في اليوم السابع بينما هو مستغرق في بحثه ..
وجد أسماء وحُسُن
أحس بالفزع والفرح .. لا يعرف كيف يتقدم اليهم ..
لا يعرف كيف يبدأ الحوار ...
أصابه التردد ... لم يكن معتاداً على هذا الشعور ...
كالعاده يأتي غروره ليحركه ...
أخذ نفساً عميقاً و انطلق إليهم ....
يقترب ويقترب .... و تزداد ضربات قلبه سرعه ...
وصل إليهم و حانت ساعة الصفر ....
صرخت حُسُن ... !!
باسمه بلهفة شديدة جدا كانت كالنسمة التي تعصف وتهب
اختصرت الصرخة المسافات وزالت التردد في نفسه ...
أقترب منهم .. وتظاهر بالاعياء ....
مابال وجهك شاحب يا ؟!
أنا مرهق ... لم أذق للنوم طعما منذ أسبوع ...
هل أنت بخير ..؟
....... لست بخير على الاطلاق يا اسماء ...
متعب و ارهقني التفكير و أرق منامي ...
أكمل مسرحيته وقال ..
هل تساعديني للوصول لهذا الكرسي؟ ...
أقدامي لا تكاد تحملني ..
أخذت بيده .. و أجلسته على الكرسي ...
في الوقت ذاته ذهبت حُسُن لتلعب بالأرجوحة المجاوره للكرسي ...
أصبح هو وأسماء على الكرسي ... وحُسُن تلعب بعيداً ....
لدي أعتراف يا أسماء ....
هات ما عندك ...
أنا لست مرهقاً ولا متعباً ... جسدياً على الأقل ...
........... مابالك اذاً؟ ..
تفكيري مشوش و ذهني مشغول ... وأنت السبب ...
.............
..............
........ كيف ذلك ؟!
لا أعلم ... منذ لقائنا الاسبوع الماضي ..
وأنا أجوب المكان بحثاً عنك ..
لا أعرف السبب ... أحتجت لرؤيتك مرةً أخرى ...
................................................
أنا أعرف أنه من المفترض أن لا أقدم على فعل كهذا ....
لا مبرر لكذبي ... لكن ...وبصراحة
لم أعرف كيف أبدأ حوراً معك ....
افتقدت وجهك الجميل ....
.................................................
مالك لا تردين .... ؟ يكفي شعوري بالذنب لكذبي ...
لا تزيديه بسكوتك ... أرجوك ..
لا أعرف ماذا على القول .... فاجأتني بكلامك .....
أنا معلق بك .. هو جنون أعلم ذلك ...
لكن ما بيدي حيله ...
لا أعرف ما يجب أن أقول ..
هل أتحدث عن جمالك ؟ .. أم كيف أصبحت أسيراً لعيناك ... ؟
أم كيف خلقت لنفسي عالماً آخر .. لا يسكنه الا أنت .... ؟ ....
ذهني شارد .. هائم بك ... قلبي مـ.....
أنا آسف ... أخذني الكلام على غفله ... أنا ... آسف
... أرجوك أكمل
... هل لي أن أراك بإستمرار ؟ ....
لا أعلم ... لا أعرف عنك الا اسمك ...
واهلي يتسمون بالصرامه في هذه الأمور ...
... أعلمي يا أسماء .. أني لا أقصد سوءً بك ... نيتي شريفه ..
و مبتغاي طاهر .... صدقيني
أنا أحب النظر إليك .. أحب سماع صوتك الرنان ...
أحب كل مافيك .. أحب....
أحبك ؟؟.....
نهاية الصوره ... ---
ملخص السابق ..
عازفة الكمان بدأت بسرد قصة الشاب و اسماء..
لقائهما الاول .. ولقائهما الثاني ...
يتبع ...لعيون الى وعدتو احط الصورة نهى أديني وفقيت بوعديبس معلش حطول بقا عليكم شوية بالصورة الى وراها اتمني لكم قراءة ممتعة وشيقةلـــولـــو