التحكيم في بطولة العالم في كوريا الجنوبية واليابان يتسبب بإخراج اثنين من أكبر المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة واتهامات بأنها أخطاء مقصودة.
شهدت كأس العالم الماضية في ألمانيا أخطاء تحكيمية بالجملة وهذه الأخطاء كانت غريبة أحيانا
ومضحكة أحيانا أخرى ما أثار دهشة المتابعين وأعاد إلى الأذهان أخطاء مونديال 2002 في كوريا
الجنوبية واليابان وما تسببت فيه تلك الأخطاء من تأثيرات على نتائج ومصير منتخبات كبيرة على
رأسها إيطاليا وإسبانيا.
وكان منتخب إيطاليا أكثر المنتخبات عرضة لأخطاء الحكام حتى أن العديد من وسائل الإعلام، حتى
غير الإيطالية، اعتبر أن إقصاء الأزوري كان من طرف منتخب كوريا والحكّام في نفس الوقت فقد
ألغى الحكام أربعة أهداف صحيحة لهم في هذه البطولة و طرد نجمهم توتي في آخر مباراة لهم
ويضاف لكل هذا طرد نجم البرازيل رونالدينيو ولم يحتسب هدف إسبانيا الذهبي في مرمى كوريا
مع أنه كان هدفا صحيحا كما رأى البعض أن ألمانيا لم تتأهل عن جدارة بل"بفضل" الحكام.
[b]فضيحة إلغاء هدف صحيح لبلجيكا ضد البرازيل
في لقاء بلجيكا البرازيل في دور الـ16 لنفس المونديال، وفي مباراة شهدت أفضلية بلجيكية واضحة،
سجل فيلموتس برأسية محكمة هدف التقدم لبلجيكا في الدقيقة 36 بعد تلقيه توزيعة جانبية ممتازة
في محور الدفاع لكن الحكم ألغى الهدف وسط استغراب الجميع وذهول البلجيكيين
وقد أظهرت الصور التلفزيونية، التي ما زالت متداولة إلى اليوم على الإنترنت، أن التسلل الذي علل به
الحكم قراره لم يكن موجودا، وهو ما أثار التساؤلات عن سبب إلغاء هذا الهدف، أم لأنه كان ضد
البرازيل؟
وفي الدور النهائي لمونديال2002، دفع المهاجم البرازيلي رونالدو قبل أن ينطلق نحو تسجيل
الهدف لاعبا ألمانيا أمام أنظار الحكم الذي لم يصفر للخطأ أبدا.
وشهد شاهد...
[i]دافع الحكم الدولي الكويتي سعد كميل الفضلي الذي شارك في مونديال كوريا واليابان عن زملائه
الحكام ونزّههم عن التلاعب بنتائج المباريات لكنه اعترف بالضعف الفادح للحكام المساعدين
وكان كميل قد صرّح بُعيد المونديال أن أداء الحكام المساعدين في المونديال "كان ضعيفا، وقد لاحظت
الجماهير ذلك لأنه أصبح لديها وعي ومعرفة بقانون التحكيم"، وقد اعترف الاتحاد الدولي بالفعل بهذه
الأخطاء التي كانت أكثر من أخطاء حكام الساحة، خاصة فيما يتعلق بقرارات التسلل، وقال كميل:
"للحقيقة فإن قانون التسلل معقد جدا يصعب فهمه على كثير من الحكام حتى الدوليين منهم خاصة فيما
يتعلق بتفاصيل اللاعب المتداخل والمستفيد، وهو أمر يصعب ضبطه والسيطرة عليه تماما، ولعل الاتحاد
الدولي يدرك صعوبة مثل هذه القوانين وتم طرح العديد من الاقتراحات للتقليص من الأخطاء
أما عن حقيقة ما ذكرته الصحافة الأوروبية من رشاوى وإغراءات الحكام خاصة في المباريات التي كان
فيها المنتخب الكوري طرفا، فقد أجاب كميل: "هذه الشائعات ليس لها أي أساس من الصحة لإقامة
الحكام في فندق معزول خارج المدينة، ويخضع لحراسة مشددة تمنع الزيارة إلى أي حكم، كما أن
هواتف الغرف كانت مراقبة تماما ويوجد في الفندق عدد من رجال المباحث والتحري لملاحقة أي شبهة
لأي حكم، كما أن هؤلاء الحكام أصحاب أسماء لامعة في عالم التحكيم لا يمكن أن يسمحوا بأن تهتز
صورتهم مما ينعكس سلبا على بلادهم، ولكن الإعلام الأوروبي تحامل كثيرا على التحكيم بسبب
خروج بعض المنتخبات مبكرا، معلقين الأسباب على شماعة التحكيم".
وتحدث كميل عن مباراة كوريا وتركيا لتحديد المركزين الثالث والرابع وهي مباراة لم تكن سهلة لتعلق
أصحاب الأرض بإنجاز تاريخي وقال: "لم يتم أي اتصال أو توصية معي من أي شخص أو جهة بشأن
المباراة، وإنما رهبة المباراة والحضور الجماهيري الكبير كان لهما بعض التأثير في المباراة خاصة
أنها شهدت أسرع هدف في تاريخ كأس العالم" (هدف التركي هاكان سوكور في الدقيقة الأولى
متى تحصد الفيفا نتائج استثماراتها في مجال التحكيم؟
[i]بعد الانتقادات العنيفة التي وجهت لمستوى الحكام في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان،
تحرّكت الفيفا لايجاد الحلول الناجعة وجربت منذ ذلك الوقت عدة أفكار لم تقض على آفة الأخطاء
التحكيمية ولم تحصد الإجماع حتى داخل الفيفا وبعض الاتحادات القارية كاليويفا
وقرر الفيفا عدم الاستعانة بتقنية " الكرة الذكية" في مونديال 2006 بألمانيا بعد تجربتها في كأس
العالم للناشئين (تحت 17 عاما) في بيرو والتي تظهر تجاوز الكرة لخط المرمى من عدمه وجاء
قرار الفيفا بعدما أثبت مونديال الناشئين صعوبة الاعتماد على هذه التقنية بشكل حاسم
ورغم قراره بعدم الاستعانة بحكمين إضافيين في كل مباراة وكذلك بعدم الاستعانة بالإعادة التلفزيونية
أو بتقنية "خط المرمى" في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، يأمل الاتحاد الدولي لكرة
القدم (فيفا) في تحسن مستوى الحكم في المونديال الأفريقي
وفجر هدف الفرنسي وليام غالاس في مرمى المنتخب الأيرلندي في مباراة الإياب بالملحق الأوروبي
الفاصل في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 العديد من علامات الاستفهام حول الحكام والتقنيات
المستخدمة في هذا المجال
وجاء هدف غالاس بعد لمسة يد واضحة من زميله تييري هنري فصعد المنتخب الفرنسي للنهائيات بدلا
من نظيره الأيرلندي
ولكن هذه الواقعة لن تؤدي إلى أي تغييرات في قواعد التحكيم خلال مونديال 2010 بل ستظل الأمور
كما كانت في مونديال 2006 بألمانيا
وتتمنى الفيفا رؤية ثمار الاستثمارات الهائلة التي ضختها والتي بلغت ملايين عديدة من الدولارات في
برامج تدريب وتأهيل الحكام منذ نهاية المونديال الماضي وحتى الآن
ومن أجل تحسين الأداء التحكيمي بشكل منتظم ومتناسق لضمان تطبيق القواعد واللوائح بشكل أفضل
في المستقبل، أقام الفيفا دورات دراسية للحكام المتميزين كجزء من برنامج مساعدة الحكام (راب)
وذلك بداية من 2007.
وتضمنت الدورات الدراسية للحكام التركيز على الأداء التقني والبدني والذهني للحكام
.
وأعلنت لجنة الحكام بالفيفا في فبراير الماضي قائمة بأسماء 30 طاقم تحكيمي (الطاقم يضم ثلاثة
حكام) من 28 دولة مختلفة لإدارة مباريات مونديال 2010 وذلك بعد اختيارهم من بين 54 طاقم
ثلاثي من جميع أنحاء العالم
وبدأ نظام "الثلاثي" ، والذي يعتمد على أن يعاون الحكم اثنان من الحكام المساعدين من نفس بلده في
جميع المباريات التي يكلف بإدارتها، خلال مونديال 2006
كما سمح الفيفا لطاقم الحكام في كل مباراة بالتحدث سويا عبر جهاز اتصال مثبت على الأذن وذلك بداية
من مونديال