عشاق التانجو في كل أنحاء العالم يترقبون الشراكة الجديدة بين ميسي ومارادونا، وينتظرون متعة خالصة لم تشاهدها ملاعب كرة القدم من قبل.
ليس الأرجنتينيون وحدهم من يترقب مواجهات منتخب بلادهم في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا بل الشارع الرياضي العالمي كله ينتظر مشاهدة راقصي التانجو، ويعلقون آمالا واسعة على مشاهدة متعة كروية تضم نجوم سطرهم التاريخ بدءا من مدربهم الأسطورة ديجو أرماندو مارادونا مرورا بأفضل لاعب في العالم لعام 2009 مهاجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، وصولا إلى كارلوس تيفيز وديجو ميليتو وغيرهم من نجوم الأرجنتين.
ورغم أن تأهل الأرجنتين في التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال جاء بشق الأنفس إلا أن النقاد يؤكدون أن الأرجنتين ستكون أحد أبرز المنتخبات المرشحة لبلوغ النهائي إذا ما تعاون مارادونا ولاعبي الأرجنتين جيدا مع ميسي داخل الملعب ومنحه مساحة واسعة من الثقة والتقدير والاحترام ونسيان خزعبلات جماهير بلدهم التي تقول أن ميسي لا يلعب لمنتخب بلاده بالروح والمستوى الذي يلعب به مع فريقه الأكثر قوة وشهرة في العالم برشلونة الأسباني.
ويتطلع عشاق المستديرة إلى المتعة الحقيقية من منتخبات عدة لكن يظل المنتخب الأرجنتيني في مقدمة هذه المنتخبات، خصوصا وأنهم يسعون جاهدين إلى مسح صورة التصفيات الهزيلة وتحقيق حضور فني لافت للأنظار في جنوب إفريقيا وتأكيد ذلك في أولى مواجهتهم في المونديال السبت أمام منتخب نيجيريا والتي يتوقع المحللون أنها لن تخلو من الإثارة والندية والتشويق.
ميسي يريد تحقيق الحلم
ويتطلع الفتى الذهبي ميسي وعائلته التي تتوق لرؤية ابنها في صورة رائعة ليراوغ الخصوم ويسجل الأهداف ويقود منتخب بلادهم إلى التتويج باللقب الأبرز على مستوى الاستحقاقات العالمية وتكرار إنجاز منتخب بلادهم في مونديالي 1978، و1986.
خصوصا وأن المدير الفني مارادونا هو القاسم المشترك بين مونديال 86 في المكسيك ومونديال 2010 في جنوب إفريقيا. في الأولى كونه لاعب من طراز فريد لفت أنظار العالم وجعل شعوبها كافة ترفع القبعات له، وهو ما يتمنى تكراره كمدرب كسب ثقة بلاده، وهذا الامل يراود ميسي إذ أن أفضل لاعب في العالم لعام 2009 يسعى إلى كسب ثقة جماهير بلده وزرع علاقة حب وترحيب تعيد ترتيب الأمور المبعثرة بينه وبين هذه الجماهير.
وعلى ذكر الجماهير فإن حشودا هائلة قطعت مسافات طويلة إلى جنوب أفريقيا لمؤازرة منتخب بلادها، وعلى رغم الجدل الكبير بين الأرجنتين والبلد المنظم على سلوكيات جماعات من الجماهير عرفت بالشغب ورفضت جنوب أفريقيا دخولهما البلاد وعودتهم مجددا إلى الأرجنتين إلا أن جماهيرا كثيرة حطت رحالها في بلد المونديال لرقص رقصة التانجو في مدرجات ملعب منتخب بلادها
حراس الارجنتين يشكون "جابولاني"
ورغم أن حراس مرمى الأرجنتين كانوا أكثر حراس منتخبات العالم شكاية من الكرة التي ستلعب بها المباريات (جابولاني) إلا أنهم عادوا ليؤكدوا أنهم حرصوا على التدريب عليها كثيرا في سبيل التأقلم معها حتى لا يتحججوا في حالة حدوث إخفاقات لمنتخب بلادهم وهو ما لا يتمنونه إطلاقا، وقال المدرب مارادونا "إنها كرة معقدة للغاية على حارس المرمى وعلى اللاعبين كذلك".
وأضاف "قالها من قبل (الحارس الأساسي سرخيو) روميرو، إننا نعمل على
التدرب على التحكم بها، حتى المدافعون يصعب عليهم تقديرها".
وقال بوزو "لكن حسنا، مع الوقت الذي أمامنا من الآن حتى المباراة الأولى لابد من التدرب على ذلك"، قبل أقل من أسبوع على المباراة الأولى للفريق أمام نيجيريا السبت المقبل على ملعب "إيليس بارك" في جوهانسبرج.
وكان رئيس كوبا السابق فيدل كاسترو الذي تربطه علاقة وطيدة مع الأرجنتيني مارادونا توقع أن ينجح صديقه في قيادة الأرجنتين إلى منصات التتويج كما أثنى كاسترو على ميسي ووصفه باللاعب "الفذ والبطل المراوغ السريع المهاري وقاهر شباك الخصوممنتخب حاشد بالنجوم وبنظرة سريعة على حال المنتخب الأرجنتيني نجد أنه يضم نجوما بارزين إلى جانب ميسي قادرون على تحقيق تطلعات محبي راقصي التانجو، ومن أبرز المهاجمين المتألقين كارلوس تيفيز وديجو ميليتو، ونجوم خط الوسط المتألقين خافيير ماسكيرانو وخوان سيباستيان فيرون والمدافعين المتميزين والتر صامويل ومارتين ديميشليس.
وكان المهاجم الأرجنتيني الأسطورة السابق ماريو كيمبس قال: "ما فاز به ميسي مع ناديه كان هائلا. ويحتاج ميسي الآن أن يضع الكريمة فوق الكعكة من خلال الفوز بلقب كأس العالم
ميسي يحتاج دعم مارادونا
وقال ميسي الذي يحتفل بعيد ميلاده الثالث والعشرين خلال نهائيات كأس العالم في مقابلة مع صحيفة "إل موندو" الأسبانية "لتصبح أسطورة ولاعبا عظيما يتعين عليك أيضا الفوز بكأس العالم".
وقال المحلل الأرجنتيني الشهير خوان بابلو فارسكي "ديجو مارادونا ورفاقه يحتاجون إلى ليونيل ميسي المخلص والواثق. وليونيل يحتاج من مارادونا وزملائه أن يثقوا به ولكن دون أن يتركوه وحيدا في مسؤولية يجب أن يتحملها الجميع".
ويرى أسطورة كرة القدم الهولندي السابق يوهان كرويف، الذي كان نجما ومدربا لفريق برشلونة الأسباني، أن مارادونا يمكنه أن يتعلم دروسا قيمة من النادي الكتالوني.
وقال كرويف "ما من أحد يجهد ويرهق نفسه في صفوف برشلونة مثل ليونيل. وإذا بدأت المباراة وانطلق بسرعة لمحاولة استخلاص الكرة فهذا سيصيبه بالإجهاد ولن يستطيع تصويب الكرة في الوقت الذي يحتاج منه الفريق ذلك".
وأضاف "كثيرون يتساءلون ويسألونني عن السبب وراء عدم ظهور ليونيل بنفس الشكل مع المنتخب الأرجنتيني. والإجابة أن زملائه في الفريقين غير متشابهين وربما يكون الأمر متعلقا بموقفه في الملعب حيث يضطر للعدو وإجهاد نفسه وإهدار طاقته بشكل غير مفيد
[b][u]مارادونا الأسطورة المدرب
يبرز ديجو مارادونا 49 عاما كأسطورة كروية عالمية وكأحد أفضل ثلاثة لاعبين في تاريخ كرة القدم. وقاد منتخب بلاده للفوز بلقب مونديال 1986 عندما كان لاعبا وبرهن على إمكانياته الخارقة خلال لقاء المنتخب الإنجليزي في دور الثمانية بهذه البطولة حيث سجل هدفا بيده أطلق عليه لقب "يد الرب" وكان يجب ألا يحتسب هذا الهدف، ثم سجل هدفا رائعا آخر استحق لقب أفضل هدف في القرن العشرين بعدما راوغ فيه نصف لاعبي المنتخب الإنجليزي.
ورغم ذلك، لا يحظى مارادونا بأي خبرة على مستوى تدريب الأندية كما لم يقنع المشجعين والمعلقين في الأرجنتين حتى الآن بجدارته وأحقيته في تدريب منتخب بلاده، والسؤال الذي يطرح نفسه هل ينجح مارادونا في خرس تلك الألسنة ويحقق الحلم المنتظر للأرجنتين؟