انتهاء علاقة مارادونا بالتانجو

كل المدربين الذين صعدوا إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا لهم اسمهم وتاريخهم الكبير، لكن أهم ظاهرة في مونديال 2010م هو طرق اللعب المتنوعة؛ التي اعتمدت على اللعب في منطقة الوسط خاصة التركيز على الجانب الدفاعي.
رأيت معظم فرق المونديال تدافع بعشرة لاعبين وترفع شعار اللعب الدفاعي، وتعتمد على مهاجم وحيد، وهذا يختلف مع مبادئ كرة القدم التي تحتم على الفرق اللجوء إلى الهجوم مثلما تلجأ إلى الدفاع.
أرى أن مستقبل مارادونا مع الأرجنتين انتهى بعد الهزيمة الساحقة من ألمانيا، خاصة أن الفريق لعب بطريقة مفتوحة وعشوائية وكارثية لا تتناسب مع الإمكانيات العالية للمنتخب الألماني، وأعتقد أن الهدف المبكر هو الذي أربك حسابات الأرجنتين، خاصة أنها قدمت مباريات تكتيكية قوية من قبل مع فرق أقل من ألمانيا.
وأختلف مع من يقول إن مارادونا يعتمد على حماسه فقط، وعلاقته القوية باللاعبين لتحميسهم في الملعب، خاصة أن منتخب الأرجنتين يضم نجوما كبارا يمكنهم تحقيق الفوز بدون مدرب.
وأعتقد أن مارادونا فشل في قراءة المباراة، بعد أن تأخر فريقه بهدف وعجز عن وجود الحلول سواء من على الدكة أو من داخل الملعب لتغيير أداء الفريق، خاصة أن نجمه ميسي كان مراقبا بصورة جيدة ولم يتمكن من إسعاف فريقه.
في المقابل، قرأ يواخيم لوف المنتخب الأرجنتيني جيدا، وفرض على نجمه ميسي رقابة صارمة، علاوة على أنه أغلق كل المساحات في نصف ملعبه، واعتمد على الدفاع الضاغط بحوالي خمسة لاعبين من وسط الملعب، الأمر الذي أربك الأرجنتينيين.
والمستوى الذي ظهر عليه الألمان يرجع إلى الاستقرار الفني الذي يعيشه الفريق، خاصة أن ألمانيا في تاريخها 10 مدربين فقط، ويتواجد لوف مع الماكينات منذ مونديال 2006م، عندما كان مساعدا لينز كلينسمان، كما أنه قاد بعد ذلك المنتخب بمفرده في يورو 2009م، وصعد بهم إلى النهائي قبل الخسارة من إسبانيا.
وأرى أن المنتخب الألماني ازداد نضجا في هذا البطولة، وظهرت كل خطوطه قوية وشرسة، سواء في الدفاع أو الهجوم، خاصة بعد تألق نجومه كلوزه وبودولسكي وشفاينشتايجر وفيلب لام وفريدريخ، فضلا عن بزوغ نجم لاعبين جدد أمثال مولر وسامي خضيرة ومسعود أوزيل.
أما بالنسبة لمباراة إسبانيا وباراجواي، فكان عندي قناعة تامة بأن إسبانيا سوف تفوز وتصعد للدور نصف النهائي، بغض النظر عن ماذا سيحدث في المباراة وعن خطط المدربين وطريقة الأداء.
وأرى أن ديل بوسكي لم يكن موفقا حتى الآن في إظهار قدرات لاعبيه، خاصة أن منتخب إسبانيا يضم نجوما كبارا في كل المراكز، لكنه تمكن حتى الآن من أن يحصل على هدفه من كل مواجهة يخوضها.
وظهر ذلك في اعتماد منتخب إسبانيا على اللعب في وسط ملعبه بطريقة أكثر، وذلك من خلال التشكيلة الرئيسة للفريق؛ التي كان يعتمد فيها المدرب على مهاجم واحد، وهو ديفيد فيا.
وأعتقد أن إسبانيا بهذه الطريقة قد تسقط في الدور نصف النهائي، خاصة أنها ستواجه منتخبا يملك قوة دفع وضغط كبيرة في كل جزء من أجزاء الملعب، فضلا عن قوة ولياقة بدنية عالية.
بينما يعد صعود منتخب باراجواي إلى دور الثمانية إنجازا في حد ذاته للمدرب الأرجنتيني جيراردو مارتينو، خاصة أن المنتخب في البطولات السابقة كان يخرج دائما من الدور الأول أو دور الستة عشر.
وأعتقد أن مارتينو تمكن من الاستفادة من قدرات لاعبيه في المباريات الصعبة، لكن مع تقدم الأدوار ومواجهة منتخبات أكثر قوة وخبرة، تغير الأمر وأصبح الأمر في غير صالحه.
طه بصري
مدرب فريق المصرية للاتصالات السابق

مشكورة مرمر تسلم الايادي