ارجو من خلال موضوعي ايصال فكرة بسيطه لكم وهي قيمه الحياة عندما نفقد الثقه بالاخرين...
الثقة كلمة صغيره ، قليلة الحروف ... ولكن تحمل الكثير والكثير من المضمون ...
الـــثــــقة ...هي أنواع:
*الثقة بالله ...وهي أعظم ثقة..
الثقة أنه الوحيد القادر على كل شيء..
القادر على اسعادنا او تعاستنا..
الثقة على انه وحده الرحيم بنا
والثقة بالله أساس كل نجاح
*الثقة بالنفس...أن نثق أننا قادرون على تحمل مسؤولياتنا والعمل لانجاح ذاتنا واثبات وجودنا.... الخ
*الثقة بالاخرين...وهي ما أردت التحدث عنه هنا
الثقة شعور ثمين بداخل كل إنسان منا ... ومن المفترض أن لا نهبه إلا من يستحقه ...
ولكن قد نخطئ.. ونحيد عن الصواب أحيانا.. في اختيار هؤلاء الأشخاص ....
فنزرع بذور ثقتنا في قلوب جرداء ..لا تعطينا سوى الاشواك ..
ويا لخيبة الأمل … التي نشعرها حينما نكتشف اننا اخترنا الشخص الخطأ
ولكم يتألم أحدنا حين يثق ببعض الناس ويبثه أسراره..
ثم يكتشف فجأة أن ذلك البعض ليس أهلا ً للثقة ولا خزينة أمينة للأسرار ...
ولم يكن يستحق منذ البداية مجرد الاهتمام
ناهيكم عن الاحتفاء به وفتح حجرات القلب له ليسكنها كما تسكن الحنايا قلب الإنسان ..
والأدهى من ذلك حين نسعى إليه بملئ الأشواق والخواطر لنرتاح في روضته ........
فإذا بنا نكتشف أن تلك الروضة مليئة بالأشواك والمصائد التي نصبت لاصطياد مكنوناتنا
لصبها في آذان الوشاة ...
وذلك ـ للأسف ـ مقابل ثمن بخس قد يكون حقيقيا ً وقد لا يكون إلا مجرد وهم وسراب ...
والغريب أنه حينما نصد عن أمثال هؤلاء ونترفع عن مجالستهم أو مواجهتهم
فإنهم ينزلقون إلى هاوية اتهامنا بالجبن والضعف وغيرهما من الأوصاف الذميمة
التي يمتلئ بها قاموس ثقافتهم الهشة .
إن التلاعب بمشاعر الناس أمر مستهجن منكور
لا يمكن أن يقوم به إلا إنسان مريض القلب ضعيف الفكر يستغل القلوب الطيبة
لتحقيق أغراض دنيئة دون العمل بآداب الاتصال والتواصل مع الآخرين ..
فيظهر لك بمظهر الملاك الطاهر وهو في سراديب نفسه المظلمة شيطان رجيم ..
فليحذر الواحد منا أمثال هؤلاء المخادعين بعد أن تنكشف حقيقتهم النكراء ..
طالما يستحيل الكشف عنهم منذ أول وهلة بسبب براعتهم في التقنع بلثام البراءة والســـماحة والوقار ..
ولا أقول بسوء الظن بالناس . . . أبدا ً ..
لأن الأصل في الإنسان هو الطيب والكرم ..
وليس الخبث واللؤم ..
لكن بعض النفوس قد تنحرف عن الجادة والفطرة السوية فتحاول خداع الآخرين
والتغرير بهم وتتصور أنها تخدع غيرها بينما في واقع الأمر لا تخدع إلا نفسها
ولا ترى الآخرين إلا من خلال طبعها المتأصل أو انحرافها العارض فتتصور الشر في كل الخلائق
وتسيء الظن بالجميع ! .
ولولا أن في المقابل نفوسا ً كريمة ٌ وقلوبا ً حنونةٌ وعقولا ً راجحةٌ
نتحاور معها ونهدأ عند ضفافها ونرتاح في سكون رياضها
لتحولت الحياة إلى جحيم ..
ولكن رحمة الله أبت إلا أن تقرن الخير والحب والجمال بأضدادها لتتميز الأشياء
ويدرك الإنسان معانيها بجلاء ووضوح ويستبين أهمية القيم الجميلة والأخلاق الفاضلة
في توازن الإنسان وسيره في الحياة الصعبة ومواصلة مشوارها حتى النهـاية .
إن الحياة بلا قيم ومبادئ لا تساوي شيئا ..
وتبدو لنا متجهمة كئيبة في جحيم غيابها ..
مما يحتم علينا جميعا أن نبني جسور الثقة وحسن الظن بالآخرين
وأن نلقي بذور الأمل والتفاؤل في النفوس القاحلة الجرداء
ولكن دون إفراط