فضائح ويكيلكس 18
كشفت أحدث البرقيات التي نشرها موقع ويكيليكس للدبلوماسيين الأميركيين عن وجود عالم من الممارسات الجنسية وتعاطي المخدرات وحفلات الروك آند رول الماجنة خلف المظهر الديني الرسمي الذي يتخفّى وراءه بعض أمراء العائلة المالكة السعودية. وجاء في البرقية التي ربما تكون أكثر البرقيات الأميركية المسرّبة إثارة، والتي بعث بها الدبلوماسيون بالقنصلية الأميركية في جدة، وصفا لحفلة من "الهالوين" السرّية أقامها أحد أفراد العائلة المالكة السعودية خلال العام الماضي، وتشير البرقية إلى أن كل ما جرى خلال الحفلة يتنافى تمامًا مع كافة التعاليم والمحرّمات الإسلامية المعمول بها في السعودية، وأن النساء العاهرات ظهرن خلال تلك الحفلة بوفرة إلى جانت كميات كبيرة من الخمور، وأن ما جرى داخل هذه الحفلة كان يتم تحت حراسة مشددة لبوابات الفيلا التي أقيمت فيها.
وأشارت البرقية إلى أن أحد الأمراء الأثرياء من عائلة الثنيان الكبيرة هو من قام بتنظيم هذه الحفلة، وطالب الدبلوماسيون الأميركيون في هذه البرقية بضرورة التزام السرّية بشأن هويّة هذا الأمير، وجاء فيها أيضًا أن إحدى شركات مشروبات الطاقة الأميركية ساهمت في تمويل الحدث.
وجاء في البرقية أيضًا أن "المشروبات الكحولية التي تحرمّها بشدة القوانين والتقاليد السعودية كانت موجودة بوفرة في خزانة بار الحفلة، كما كان هناك مجموعة من السقاة الفلبينيين الذين كانوا يقدّمون خليطًا خاصاً يحتوي على نوع من الويسكي المصنوع محليًّا والمعروف باسم "صديقي"، ولقد جاء على لسان البعض أن الضيوف الحاضرين كان من بينهم عدد من النساء ، وهو أمر نادرًا ما يحدث في مثل هذه الحفلات".
يذكر أن هذه البرقية التي بعث بها الدبلوماسيون الذين حضروا الحفل، قام بتوقيعها القنصل الأميركي في جدة، وجاء في هذه البرقية أيضًا أنه "على الرغم من أننا لم نكن شهودًا لهذه الواقعة، إلا أنه يتردّد بأن تعاطي الكوكايين والحشيش شائع في هذه الأوساط والدوائر الاجتماعية".
وتشير البرقية إلى أن الحفلات السرّية تشهد ازدهارًا ونموًّا في السعودية، وأن الفضل في ذلك يرجع إلى الحماية التي يتمتّع بها أفراد العائلة المالكة السعودية، إلا أن البرقية تؤكد أن مثل هذه الحفلات تحدث في سرّية تامة، وبعيدًا عن العيون وأنها مقصورة على كبار الأثرياء.
وقد شارك في الحفلة، كما تقول البرقية، ما يزيد عن 150 رجلاً وامرأة من السعوديين الذين تتراوح أعمار غالبيتهم ما بين العشرينيات والثلاثينيات، وأن الحماية الملكية تعني إبقاء مثل هذه الحفلات بعيدًا عن عيون عناصر المطوعين من رجال "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وأن السماح بدخول مثل هذه الحفلات لا يتمّ إلا في إطار نظم صارمة ووفقـًا لقائمة محددة بأسماء الضيوف. وجاء في البرقية أن "مشهد الحفلة يشبه ما يحدث في أي ملهىً ليلي خارج المملكة العربية السعودية، خمور ورقصات التي تجمع الفتيات بالشباب وموسيقى الـ"دي جيه DJ" على جهاز أُسطوانات والجميع في ملابس السهرة الرسمية".
وتقول البرقية إن أرفف بار الخمور كانت تحمل أنواعًا فاخرة وشهيرة من الخمور، وإن محتوى زجاجات الخمر هذه، كما يقال، كان يُستبدل بالمشروب المحلي المعروف باسم "صديقي"، خاصة أن سعر قارورة "الفودكا" من نوع "سميرنوف" يبلغ 1500 ريال سعودي في السوق السوداء، بينما يبلغ سعر الفودكا المصنوعة محليًّا 100 ريال سعودي.
ويحاول الدبلوماسيون الأميركيون، في البرقية، تفسير ظاهرة إحاطة مضيفهم بمجموعة من الحراس النيجيريين، فيقولون "إن غالبية قوات الأمن التابعة للأمير هم من الشباب النيجيريين، وإنه من الشائع أن ينشأ وسط حاشية وبطانة من الحراس المستجلبين من نيجيريا وغيرها من الدول الأفريقية، وعادة ما يكونون في مثل سنه ويظلون معه إلى أن يصل سن البلوغ، وأن هذا الارتباط على مدى فترة طويلة من حياة الأمير ينشأ معه نوع من الارتباط الوثيق والولاء".
وتزعم البرقية أنه من السهل على أي راغب من مرتادي هذه الحفلات أن يعثر على أحد منظمي هذه الحفلات من بين ما يزيد عن 10 آلاف أمير في المملكة السعودية، وأن البعض منهم من أصحاب السمو الملكي الذي ينحدرون مباشرة من نسل الملك عبد العزيز، بينما البعض الآخر من أصحاب السمو الذين ينحدرون من نسل فرعي غير مباشر.